يعيش سكان حي 1500 مسكن إيجاري عمومي السوريكور بمدينة سيدي بلعباس أزمة عطش، منذ عشرة أيام.
الأزمة يعرفها بحدة سكان الطوابق العليا للعمارات، فما عدا الطابق الأول والثاني لا ماء يصل الى الحنفيات، ما يجبرهم الى دق أبواب جيرانهم لتزود بهذه المادة في حين يتوجه آخرون الى المرشات المجاورة.
ولعل ما يزيد من تذمر ربات البيوت هي الإرتفاع في درجات الحرارة التي تجتاح المدينة بينما لا يجدون قطرة ماء لإنجاز الأشغال المنزلية والاستحمام.
نفس الأزمة يعيشها قاطنو الأحياء السكنية الجديدة بطريق تسالة وسكان حي المقام، إذ أصبحت الماء الصالحة للشرب تغيب عن حنفياتهم للعديد من الأيام، وذلك بالرغم من تدعيم العمارات بخزانات أرضية، حيث أن الكميات القليلة التي توفر لهم لا تكفي لملء الخزان وتزود جميع الشقق.
في رده عن إنشغال السكان، أكد المكلف بالإعلام لدى الجزائرية للمياه خالد بلعباس، أنّ الجهات الوصية قد اقترحت على سكان العمارات وضع خزانات أرضية أو اقتناء مضخات جماعية لأجل إيصال الماء الى الطوابق العلوية وحل مشكل شح الماء.
وصرّح ذت المسؤول أن انخفاض منسوب سد العبدلي اثر بشدة على عملية تزويد السكان القاطنين بـ 18 بلدية بالماء، حيث أصبح السد يضخ كمية 47 ألف متر مكعب يوميا تخصص منها كمية 29 ألف متر مكعب لبلدية سيدي بلعباس.
وهي كميات قليلة لا يمكنها أن تلبي طلبات المواطنين، وأجبر المسؤولين الى تزويد الأحياء خلال الصائفة يوما كل ثلاثة أيام، بدلا عن يوم كل يومين. وينتظر السكان الحل الناجع لمشكل المادة الحيوية، بدل إجبارهم على الخروج الى الشارع والاحتجاج على الوضع المزري.
حي 1200 سكن «عدل» بدون مرافق عمومية
من جهة أخرى، يعاني سكان 1200مسكن عدل بحي الشهيد بريشي عمر بمدينة سيدي بلعباس من انعدام المرافق الحيوية ما أصبح يصعب عليهم يومياتهم، فعند ترحيلهم السنة الماضية وجد المستفيدون من المشروع السكني أنفسهم أمام الأمر الواقع، فالحي يفتقد لمختلف المرافق على غرار مدرسة ابتدائية، الأمر الذي اضطر بعضهم ترك أولادهم عند أوليائهم لمواصلة الدراسة، بينما يتكبّد غيرهم مصاريف النقل نحو مدارسهم، فيما يضطر تلاميذ آخرون بالأطوار التعليمية الثلاث على قطع مسافة تزيد عن 3 كيلومترات أربعة مرات يوميا ذهابا وإيابا مشيا على الأقدام الى الأحياء المجاورة لمزاولة الدراسة.
الوضع أثقل كاهل السكان كثيرا، ويرتقب أن يتفاقم هذه السنة خاصة وأن الدراسة ستكون بالأفواج والتناوب.
ويطالب السكان من مديرية النقل بتدعيم المنطقة بحافلات النقل الحضري العمومية ما سيخفف من مصاريفهم، خاصة وأن مشكل النقل يتكرر يوميا ويجبرون على الوقوف في الخارج لساعات حتى يظفروا بسيارة أجرة تقلهم، وهذا ليس بالأمر الهين على الموظفين والأساتذة والتلاميذ.
كما أنّهم وجدوا أنفسهم معزولين عن العالم الخارجي بسبب تأخر ربط سكناتهم بشبكة الهاتف الثابت والانترنيت، وكذلك بشبكة الانترنيت للمتعامل الخاص، للتواصل مع أهلهم والاطلاع على الشبكة العنكبوتية، خاصة الجامعيين الذين لا يجدون الانترنيت لإنجاز بحوثهم العلمية، ويجبرون على الذهاب إلى مقاهي الانترنيت والبقاء هناك لساعات، ما يكلفهم مبلغا ماليا هم في غنى عن دفعه.
كما طرح السكان مشكل الأسواق والمحلات التجارية لقضاء حاجاتهم، حيث تبقى المحلات التي أنجزت أسفل العمارات مغلقة، ولم يتم الإعلان عن مناقصة لبيعها او تأجيرها للمواطنين الراغبين في النشاط بالمجال التجاري بعد
ودعا السكان الحي ببناء مسجد لإقامة الصلاة جماعيا بدل إقامتها داخل المنزل أو بمساجد الأحياء المجاورة.
وكان قاطنو الحي قد طرحوا مشاكلهم للسلطات المحلية دون جدوى، فالجميع يتقاذف المسؤولية دون إيجاد الحل، بينما يفرض القانون إرفاق الأحياء الجديدة بكل المرافق الضرورية قبل ترحيل المستفيدين لتسهيل الحياة عليهم.
هؤلاء كانوا يظنون أنهم ودّعوا حياة الغبن الى الأبد، لكنهم اصطدموا بواقع مرير سيستمر إلى سنوات، وينتظر هؤلاء السكان التفاتة من السلطات المحلية للحد من معاناتهم وتسهيل الحياة عليهم.